البستان ج5

نانسي داخلة البيت بالليل، الأم: أزيك يا حبيبتي
نانسي: أزيك يا ماما..أزيك يا بابا. الأب يبصلها و يهز راسه بأحباط و يكمل أكله.
الأم: شكلك تعبان..أحضرلك حاجة تاكليها؟
نانسي: لأ أنا أكلت في الشغل
نانسي تبص لجوه: هي مي كويسة؟
الأم تبصلها بقلق: مي بخير
الأب: أه بتهلك ودانها تاني..و ودانا أحنا كمان...لو مش بالموسيقي الكئيبة بتاعتها يبقي بالدوشة التانية، هرتنا بالأغنيتين دول طول اليوم
نانسي تعبانة: بيتهيألي بتحبهم يا بابا
الأب: ما أنا عارف بس مش عارف ليه؟! نانسي تمشي.
فوق والموسيقي عالية، مي بنت كبيرة دلوقتي عندها حوالي 15 سنة و فاردة نفسها علي جنبها في السرير سرحانة، بعدين
فجأة تبص ناحية الكاسيت و باب السي دي يتفتح، الموسيقي تسكت و علطول صوت حركة النجف من تأثير الهوا يبان.
تحت الأب و الأم أول ما الصوت يسكت يبصوا لفوق، الأب: أحمدك يا رب. الأم شكلها مش مرتاح.
فوق عند مي، مي تبص للنجف و هو بيتحرك - زي ما يكون في خيال في أزاز النجف و أصوات خافتة بتنادي أسمها و مي مركزة أوي.
أصوات بتهمس: مي..مي...تعالي..مي...مستنينك...مي..أرجوكي..أرجعي البيت.
في البستان، الدنيا ضلمة كحلة و المكان كله ضباب، و نفس الأصوات اللي بتهمس عند مي مالية المكان.
يوم الأتنين بالليل في قاعة بارتليت
ماجي واقفة أودام شاشة كبيرة: برغم أعتقاد البعض..القدرات الخارقة للطبيعة زي التخاطر.. تحريك الأشياء عن بعد... الأستبصار..و بقية الحاجات التانية ملهاش تصنيف محدد..ولا هي طيبة ولا هي شريرة...البيوت بقي حاجة مختلفة...
شيرلي چاكسون كان عندها حق لما قالت أن فيه بعض البيوت بتتولد شريرة...بيوت زي البيت ده...بيوت زي البستان
ماجي تشغل البروچيكتور و تظهر صورة للبستان علي الشاشة
واحدة ست كبيرة شوية في الأربعينات، شعرها كارية، بني فاتح شوية و لابسة نضارة: أنا كنت عارفة أنه كبير بس اللي أنا شايفة ده ضخم.
فيه بنت شابة (الشابة اللي كانت ماجي بتتفرج علي الملف بتاعها من كام يوم) جنب الست، شعرها أصفر، رفيعة، و مركزة أوي في الكلام.
ماجي: للأسف بالنسبة لينا بيت ضخم بس ميت
ماجي تغير لصورة تانية للبيت: مفيش ظواهر معلنة من 1999 ...أنا أعتقد أن بعض البيوت ليها حياتها الخاصة ممكن تكون صاحية و ليها وعيها الخاص بيها أو لأ...لو في يوم من الأيام البستان كان يعتبر صاحي فعلامات الوعي ده ظهرت عليه من زمان أوي.
ماجي: مصر الجديدة من 100 سنة تقريبا كانت دنيا تانية...أكتر من ما نتخيل...المكان كله كان لسه صحرا...الحياة في الوقت ده كانت تتمثل في البقاء للأقوي مش الأصلح..أجانب من كل مكان في العالم اللي حابب التاريخ اللي مصر بتقدمه و اللي عايز يستفيد بخيراتها...الأنجليز كانوا كتير و المستفيدين من الأورنس أكتر و خاصة أيام الحرب العالمية الأولي و أغلبيتهم كانوا حرامية...
ماجي: في عام 1907 البستان بدأ بناءه علي أيد أنچليك مارسيل...أنچليك أتفق مع المهندس الفرنسي ألكسندر مارسو علشان يبني له القصر علي طراز المعبد الهندوسي في كمبوديا...أنكا جور وات...في مكان خارج القاهرة بعشر كيلومترات.. في الصحرا... كهدية زواج لعروسته.

((بالأبيض و الأسود من مصر العتيقة، الشوارع واسعة و العربيات قديمة))
ماجي تعرض صورة أبيض في أسود لمارسيل و زوجته..ملامح مارسيل توضح أنه أكبر من زوجته بفترة مش أقل من 10 سنين.
ماجي: مارسيل كان المؤسس لشركة سكك حديد مصر الكهربائية و واحات عين شمس...لغاية أواخر العشرينات و خاصة
خلال الحرب العالمية الأولي...الشركة كانت من أكبر شركات الأنشاء في مصر تحت أدارة مارسيل...سنة 1937...
كاترينا مارسيل أختفت...مشاكل البستان أبتدت حتي من قبل ما يبقي فيه بستان أو بيت.
وبينما ممدوح متجعص في كرسيه كأنه في بيتهم، ماجي تقول: فرق البُنا كانت بتشتغل 24 ساعة في اليوم 7 أيام في الأسبوع لكن مش هي دي المشكلة...المشكلة أن قبل ما يكون في بيت هناك..حتة الأرض دي بشكلاً ما كانت بتدفع الناس للجنون و لما أقول جنون أقصد الجنون بمعناه الحرفي
((رئيس العمال بيتخانق مع أحد العمال ، العامل جري علي عربية رمل، طلع من قعرها بندقية، و ضرب ريس العمال في ضهره و هو ماشي و موته في جمع من الناس))
ماجي: الراجل ماحاولش يهرب..رمي المسدس في الأرض و راح لأقرب خمارة و البوليس لقاه هناك
((القاتل خارج من الخمارة كأنه متخدر و ماشي بدون وعي و البوليس يمسكه و يضربه))
ماجي: الراجل كان أسمه رحيم الجبري...لما أتسأل في المحكمة رد بأنه مش فاكر حاجة من اللي حصل من ساعة فطار صباح اليوم ده لحد ما صحي تاني يوم في زنزانته مخبوط في راسه..القاضي ماصدقهوش و حكموا عليه ب 25 سنة.
رامز نبيل يفتح باب القاعة من غير صوت و يتسحب و يقعد علي كرسي بعيد.
ماجي مكملة: أنا أعتقد أن رحيم الجبري كان أول ضحية من ضحايا البستان..أول ضحية ذكر...البستان كان دايما ليه طريقة مختلفة في التعامل مع السيدات و الرجالة
راجل في نص التلاتينات - شعره ناعم، قصير، و أصفر، وشه ذكي و وسيم - يسأل: تقصدي أيه بالظبط؟!
ماجي تبتسم: كل شيء بأوانه يا توني...كل شيء بأوانه. توني يبتسم أبتسامة خفيفة.
ماجي تغير الشاشة علي صورة لفرح قديم، الصورة فيها ناس كلهم بملابس من عصر قديم - عروسين، معازيم و أطفال ماسكين ورد - ماجي: أنچليك مارسيل و كاترينا سوليڤيار أتجوزوا في يناير 1908...هو كان عنده 40 سنة...هي كانت 20 سنة..
لما أتجوزوا البستان كان بقاله سنة تحت الأنشاء و كان بالفعل حصل 3 حوادث موت بالأضافة لرئيس العمال الأولاني
((عامل بيرفع شباك أزاز بسقالة، الحبل يتقطع لما يوصل لفوق و ينزل تحت علي رقبة الراجل))
ماجي تكمل: عامل أتقطعت رقبته من لوح أزاز نزل عليه...واحد تاني وقع من السقالة و أتكسرت رقبته والتالت أختنق بحتة تفاحة كان بياكلها
البنت الشابة شكلها مِقلق أما رامز فمبسوط بالحواديت وعمال بيكتب.
ماجي: ده كان منظر البيت لما خلص في 1909 و لو محتاجين تنعشوا ذاكرتكم ده شكل البيت النهاردة. ماجي تغير الصورة.
الشابة مستغربة: البيت زي ما يكون أنتشر في كل حتة!
راجل كبير - شعره أبيض، مليان شوية، و لابس نضارة: هو البستان فيه كام غرفة؟
ماجي: ما أعتقدش أن في حد حقيقي عارف عدد الأوض أد أيه.
كريم من غير ما يبص لحد و متجعص في كرسيه هو كمان: ممكن تعدهم يوم الأتنين تلاقيهم 74 و تعدي يوم الجمعة تلاقيهم 87 أو 97
الست الكبيرة: ده شيء مستحيل..مش كده برضه؟
كريم: هو ده البستان يا أستاذة. الشابة تبتسم علي كلامه.
توني: كام واحد أختفوا في البستان بالظبط ؟ لازم في عدد محدد ليهم؟
ماجي: 23 لغاية نهاية الحرب العالمية الأولي
ممدوح: أعذريني بس مش قادر أصدق أي حاجة من الكلام ده
ماجي: عندك حق...بس أحب أؤكد لك أن الكلام ده حتي أخر حرف فيه...حقيقي...خمس رجالة و 18 ست...
البستان كان دايما بيحب الستات أكتر. ماجي تقول الجملة الأخيرة بنوع من الأنتشاء و الشابة شكلها قلقان أكتر.
ماجي لما حست بقلق الستات تقول: لو سمحت مفيش داعي للقلق...أحنا بنتكلم علي بيت أصبح في سبات تام
الشابة تبتسم بتوتر: لازم يكون و ٳلا 3000 أكيد مش كفاية. الست الكبيرة اللي جنبها تبتسم لها.
توني: أمتي كان أخر أختفاء؟
ماجي: 1978... من تلاتين سنة فاتوا و زي ما قلت قبل كده مفيش من ساعتها أي ظواهر مُعلنة لأي حاجة
الشابة: مين؟ أخر واحد أختفي؟
ماجي تقاطعها: هبة هبة..أحنا لسة عندنا حاجات كتيرعايزين نتكلم عنها..مش لازم نركز علي كل...
كريم يقاطعها: عضوة من العضوات في أسرة تاريخ بلدنا...كانوا في جولتهم السنوية...ماخدوش بالهم أنها مش معاهم
ٳلا لما الجولة خلصت
((مجموعة ستات كبار طالعين السلم لابسين تايورات من السبعينات، ست في التلاتينات جنحت عنهم و مشيت لوحدها
في طرقة مضلمة، البوليس فضل يدور في كل حتة لكن ملقاش غير شنطتها مقطعة و عليها دم))
كريم مكمل: ملقوهاش بس لقوا شنطتها
ماجي: خلصت؟
كريم بهدوء: أيوه
ماجي: شكرا...أسم الست كان نادية كفافي و من ساعة ما أختفت و البيت مقفول للسياح و من غير سايكيك أنرچي...
أو طاقة نفسية خارقة و ده أقرب تعريب ممكن يتقال للمصطلح ده...من غير الطاقة دي للبيت يتغذي عليها و يستفيد منها...
البيت دخل في حالة سبات و بالتالي فهو يعتبر...
ممدوح يقول النتيجة الحتمية: بطارية فاضية
ماجي: بالظبط
توني بأبتسامة فيها ذكاء: أنا ما أتراهنش علي كده لو كنت مكانك. هبة هي اللي تسمعه و ترجع لعدم الراحة تاني.
ماجي: البستان ماكنش خِلص لما كاترينا أتجوزت بس هما ماكنوش مستعجلين في توضيب البيت لسه..قضوا الوقت في
شهر عسل مُطول..غابوا لمدة سنة...لفوا العالم علي متن سفن زي دي "نجمة المحيط"...
ماجي تغير الصورة لسفينة كبيرة.
ماجي: من أكتر المناطق المفضلة عند مارسيل كانت أفريقيا. صورة تظهر لمارسيل و هو واقف جنب فيل و لابس لبس صيادين.
ماجي: كاترينا ما أنبسطتش زي مارسيل بل بالعكس كانت هتموت
((كاترينا نايمة علي سرير في خيمة و جنبها واحدة سمرا بتراعيها، تحط أعشاب في مية و تشربها لكاترينا))
هبة: مالاريا؟
ماجي: في الغالب لأ...في مذكراتها كتبت أنه مرض ممنوع ذكره يحمله الرجال و يعاني منه النساء
ماجي تغير الصورة لصور لمارسيل مع مجموعة من الأصدقاء في الصحراء و ماسك بندقيته.
ماجي تتريق: شكله مش قلقان، مش كده؟ في كل الأحوال...بيه أو من غيره حالة كاترينا أتحسنت و لما هي و مارسيل
نقلوا في بيتهم الجديد كانت حامل...في يناير 1909 مارسيل فكر أنه آن الأوان و أن البيت خلص

((مارسيل و كاترينا وصلوا البيت بالكاريته بينما الخدم و الحشم اللي هما أكتر من عشرين واحد كانوا واقفين مستنينهم.
كاترينا تنزل من العربية و تبص علي البيت مبتسمة: جميل أوي يا بستاني.
الست السمرا الأفريقية اللي كانت بتراعي كاترينا تنزل من العربية و هي متاخدة من المكان))
ماجي: اللي ماكنش يعرفوه أن البستان عمره ما كان هيخلص و لا في حياته و لا حياتها...أيه اللي مخلي البستان من أكتر التحف الخارقة للطبيعة في العالم؟...أن البيت فضل يكبر و يمتد لحد ما مات في 1998 أو 1999
لحد 1937 تغييرات و أنشاءات و أضافات كانت بتتعمل بناءاً علي أرادة كاترينا مارسيل و أرادتها يا حضرات كانت حديدية...بعد 1937...البستان كبر بناءاً علي أرادته هو. ماجي تغير الصورة لصورة حديثة للبيت و تبتسم بأعجاب.
((سبتمبر 1909- صوت طفل بيعيط، الست الأفريقية شايلة الطفل و بتناوله مبتسمة لكاترينا اللي راقدة في السرير))
ماجي: في خريف 1909 كاترينا مارسيل أنجبت ولد
كريم: جدو
هبة تبتسم: جدك؟ بجد؟
كريم: أها...للأسف
ماجي: في مذاكرتها كتبت "سميته أدم لأنه الأول"...سوكينا الست اللي جت معاها من أفريقيا خدت بالها منها في الولادة اللي كانت صعبة...في مذكراتها كاترينا عمرها ما أشارت لسوكينا علي أنها الخادمة بتاعتها..الأول سميتها..صديقتي...بعدين أختي...
لما كاترينا خلفت بعد كده بنت دراعها فيه عيب خلقي...ضمور..لامت مرضها الأفريقي و شهية جوزها الجنسية..
و كتبت "في عينيا الأتنين واحد ..اللعنة علي كل الرجال"...
بنت مارسيل و كاترينا أتولدت في أبريل 1911 و أبريل كان الأسم اللي أطلقوه عليها.
((كاترينا في السرير ماسكة طفلتها و بتعيط))
ماجي: في السنين اللي تلت ولادة بنت كاترينا...كاترينا أصبحت مقتنعة أن الحمي اللي كانت بتيجلها بصفة مستمرة هتيجي عليها يوم و تقتلها و هي لسه في عز شبابها و ده خلاها صيدة سهلة لمدام بتروڤا..زي ما كانت مسمية نفسها
((كاترينا، مارسيل، مدام بتروڤا، و ناس تانية قاعدين علي تربيزة مدورة ماسكين أيد بعض و في نص التربيزة بلورة مدورة،
مدام بتروڤا: لو عايز تقولنا حاجة..مسموح لك تستخدم جسمي للكلام...أدينا علامة...أشارة
الناس شكلها خايف و بالذات الستات و سوكينا الست الأفريقية واقفة ورا و تلف عينيها مش مصدقاها))
ماجي: حتي سوكينا مش عارفة تقنعها أن الست العجوزة دجالة و نصابة
((مدام بتروڤا: أيها الأرواح الأمنة...أظهري لينا...ورينا علامة أنك موجودة هنا معانا..أحنا بندعوكوا للتواصل معانا...أدونا علامة))
ماجي: سواء نصب أو لأ مدام بتروڤا اللي معروفة عند بوليس أسكندرية بكاميل أنتوان غيرت حياة كاترينا تماما في ليلة واحدة..أغسطس 1914
((فجأة طيف أبيض كبير يخرج من البلورة و الناس كلها في ذهول و خوف حتي مدام بتروڤا، الطيف فوق البلورة يتحول لصورة البيت. في نفس الوقت اللي الكل بيتفرج بذهول، واحد من أصحاب مارسيل مايعجبوش اللي بيحصل فيقوم و يهش الصورة اللي في الهوا فالطيف يختفي لكن البلورة تتوهج أكتر. سوكينا تبرق و تقرب من البلورة علشان تبعدها
لكن قوة جامدة تنطرها لورا و كاترينا تصرخ مخضوضة علي سوكينا. مدام بتروڤا تمسك دراع كاترينا و تقول: لازم تبني))

هبة: قالت لها أيه؟
كريم يقاطع ماجي اللي كانت لسه هترد: قالت أن والدة جدي مش هتموت ٳلا لما البيت يخلص فجدتي ردت و قالت أنه خلص خلاص...مدام بتروڤا قالت لها أنه..((مدام بتروڤا: مش هيخلص ٳلا لما تقرري أنتي أمتي يخلص..لما تقرري أنتي))
ماجي واقفة متجهمة و تكمل بهدوء من غير الحماس اللي كانت بتتكلم بيه من قبل كده: كاترينا خدت الموضوع بجدية
و علي الأرجح كان عندها حق...لأن ماجلهاش من بعديها أي نوبة من نوبات الحمي الأفريقية تاني
ممدوح: في الغالب الموضوع كان نفسي...أو عقلي
كريم من غير ما يبص: في الغالب كانت الدورة، مش كده يا دوحة؟
ممدوح بيبتسم: مش هستغربها..ما أستبعدهاش.
دلال يبان علي وشها علامات أستنفار من الكلام و هبة علامات كسوف.
ماجي تقاطع: جناح جديد بدأ الأسبوع اللي بعديه علطول.
الست الكبيرة و هي مبتسمة: جوزها كان رأيه أيه في كل ده؟
كريم: و لا حاجة..أديته أبن في 1909 و بنت في 1911...صحيح البنت كانت معيوبة بس الولد كان سليم...و في رأيه...
مارسيل كان يهمه الولد..كاترينا أدت وظيفتها و تقدر تعمل اللي هي عايزه..مش كده برضه؟ كريم يوجه السؤال لماجي
بينما ماجي كانت طول الوقت مستمعة و بتتمشي لكن مش مبسوطة.
ماجي مربعة أيديها و بتتكلم علي مضض: أه..بالأضافة أنه كان ليه علاقاته اللي كانت واخداه.
((مارسيل سايق عربية بموتور و معاه ستات راكبين جنبه))
ماجي مكملة: كاترينا فِضِلت تضيف مساحات للبيت لغاية أختفاءها في 1937...23 سنة من الغرابة...الغرابة المتكلفة كويس... علي مر السنين لما خلصت الأفكار التقليدية و العادية عينت مقاولين و مهندسين علشان يبنوا لها حاجات غير عادية.
الراجل الكبير: زي؟
ماجي: زي برج الأوهام خلص في 1921... مارسيل نط منه بعديها بسنتين
((منظر الأزاز الملون بيتكسر و مارسيل بيترمي منه))
توني: كان أنتحار و لا واجه حاجة ما قدرش يتعامل معاها؟
ماجي: شهادة الوفاة قالت وفاة نتيجة حادث
كريم: الأشاعات قالت أنتحار أو أشباح
ماجي: عامة في السنين اللي كان فيها البستان نشط و البستان كان نشط جدا...الستات كانت بتختفي و الرجالة بتموت
الراجل الكبير: و الأيام السيئة ولت؟
ماجي: أه طبعا
الراجل الكبير: متأكدة؟
ماجي ماشية بثقة علي المسرح: جدا
توني: أومال عايزة مننا أيه يا دكتورة ماجي؟ رامز أول ما يشوف ماجي رايحة علي النور يحاول يلم حاجته بسرعة، النور يتولع و الشاشة تطلع لفوق.
ماجي تقلع النضارة: أول حاجة...خلونا نتعامل بأسامينا، ممكن؟ ده هيخلي العملية أسهل...المجال ده...ممكن يكون مجال صعب شوية ...الناس مش فاهمة هدفنا أو مش عايزة تصدق أكتشافتنا..
توني مركز أوي معاها و فجأة يمر من أودام عينيه منظر ماجي بتتكلم مع دكتور مهدي و هو بيغلس عليها، بعدين يفوق تاني.
ماجي: بعض الناس ممكن تكون قاسية بزيادة...توني يبصلها متفهم و يبتسم علي خفيف.
ماجي تسكت: و ...
كريم يلحقها: أهداف البحث؟
ماجي تفوق: أه..صح..مظبوط...أهداف بحثي بتقيس ظواهر و خارقة محددة..أثباتات..قراءات عدادات و طاقات غير معتادة و غريبة...من الأخر عايزة أثباتات حتي أغبي و أكتر الناس تعنت و سخرية في القسم العلمي ما يقدروش يقولوا عليها بم...
ما يقدروش يعملوا حاجة فيها غير أنهم يقبلوها و يصدقوها...ولو لقتوني بتكلم كتير في الموضوع أعذروني...أصل أنا قضيت وقت كبير في القصة دي
الست الكبيرة ترفع أيديها: لو بطارية فاضية زي ما بتقولي..متوقعة تطلعي منه أثبات أزاي؟
ماجي: لو أحنا عرضنا عضلات ضفدع ميت للكهربا..العضلات هتنقبض و تتهز بعد ساعات من موت الضفدع
الست الكبيرة تهز راسها أنها فهمت.
ماجي مكملة بأبتسامة: أنتوا بالنسبة لي المعادل للكهربا...هدفي بسيط..هزة واحدة..هزة واحدة و بس..لو حصلت عليها..
لو حصلت عليها سمعتي هتتأمن لبقية حياتي...و الأهم أن مع بعض هنقنن فرع من فروع علم النفس ماخدش حقه كفاية لغاية دلوقت
ممدوح: و أنت بتعمل أيه هنا يا أستاذ كريم؟ أيه هي قدراتك الخاصة؟
كريم: بحافظ علي ميراث العائلة..أنا وعدت الدكتورة بفرصة لأستخدام البيت...و بعد كده المقاول يستلم
الست الكبيرة: أنت هتهده؟! ده تاريخ!
كريم: التاريخ مابيدفعش الأيجار والحفيد مفلس
ممدوح: أقل الأسباب نبل
الراجل الكبير: هو أحنا كده الفريق كله؟
توني مركز علي ماجي و هي بتتحرك و تنزل من علي المسرح: هي بتتمني لأ
الست الكبيرة تتدورله مش سامعه كويس: نعم؟! توني يهز راسه أن مفيش حاجة - عادي.
ماجي: أنا كنت أتمني شخص واحد كمان بس الموضوع شكله مش ماشي..لو هكتفي بيكوا أنتوا الخمسة هعتبر نفسي محظوظة... أشوفكوا الجمعة الجاية الساعة 2 بالظبط و أنا متأكدة أنه هيبقي 6 أكتوبر عمركوا ما هتنسوه...
ممكن لو سمحت تيجوا لهنا و تشاركوني...أنا حابه أكون دايرة. البنات تقوم علطول و الرجالة اللي فيهم متفهم و اللي متفاجيء و اللي متأفف (ممدوح طبعا).
الكل يكون دايرة و توني يقول لماجي: في حاجة معينة عايزنا نركز عليها؟
ماجي: النية الكويسة..أفكار كويسة..بعضنا.
الست الكبيرة تبتسم: دي حاجة ظريفة. هبة تبتسم هي كمان.
رامز يقوم بالراحة و ينادي من بعيد : أضحكوا كده...ساي شيز.
يتلفتوا للصوت و يصورهم كذا صورة و هما ماسكين أيد بعض.

تحياتي
نهي ماهر
#البستان#كتاب#قصة#ماوراء الطبيعة
#خارق#روح#روحانيات#قدرات
#مسكون#قصر#البيوت#بيت#مساكن#أعداء
#قصص#حواديت#مصر#خيال#أثارة#رعب
#كاتب#كتابة#أبداع#فن#فنان مصري
#مقالة#مدونة#رسم#شخبطة